قف أيها العزيز دقيقة وتأمل بإمعان الحقائق الخطيرة. نحن تحت الالتزام لنقول لك شيئاً مُهمّاً يتعلق بنفسك الخالدة لأن (محبة المسيح تحصرنا). نتوجه إلى قلبك وضميرك، ملتمسين أن تفكر في حالتك الحاضرة ومصيرك الأبدي، إذ بالمقابلة مع هذا الأمر الخطير لا يقام وزن لأي شيء آخر في الحياة.
ما قيمة كل أعمالك التي تبدأ وتستمر وتنتهي في الزمان الحاضر إذا قورنت بالأبدية وبخلاص نفسك؟. إنها جميعها كغبار الميزان تحسب، لا بل أفخر ما فيها تعب وبلية وحزن وغم: ( ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه).ما أخطر هلاك النفس، النفس التي لا يساويها العالم كلّه يا لهول هذا الأمر!! إن كنت أيها القارئ لم تخلص للآن، فليتك لا تهدأ حتى تجد سلاماً في المسيح الفادي.
لو حصلت على غنى جزيل وشهرة ذائعة، لو وصلت إلى أرفع المراتب ونلت أعلى ما يمكن أن تهبه الجامعات من شهادات علمية، لو زُيّن جبينك بأفخر الأكاليل وصدرك بأثمن ميداليات الانتصار، إن كان لك كل هذا، وكثير غيره، فماذا تنتفع حيث أنت ذاهب؟ لا بد أن تترك الكل عندما تعبر من باب الزمان الضيق وتدخل إلى محيط الأبدية غير المحدود.
كم من رجال كانت لهم ثروة طائلة وشهرة أدبية واسعة- رجال كانت لهم قوى عقلية جبارة سادوا بها على ممالك وشعوب، رجال كان لهم من الفصاحة ما أذهل عقول ألوف السامعين، رجال بلغوا ذروة المجد من الناحية الحربية أو البحرية أو القضائية أو سواها، وجميعهم رحلوا إلى الأبدية، والسؤال المهم حول مصيرهم هو:
أين هم الآن؟
أيها القارئ المحبوب، نطلب إليك الآن بكل ما أوتينا من قوة، ألا تتحول عن هذا الموضوع المصيري، إلا بعد أن تصل إلى نتيجة صحيحة ( لذا نناشدك):
- بمحبة الله العظيمة
- وبصليب المسيح وآلامه
- وبشهادة الروح القدس
- وبأهمية الأبدية التي لا نهاية لها
- وبقيمة النفس التي لا يُعبّر عنها
- وبجميع أفراح السماء
- وبجميع أهوال جهنم
بهذه الأمور السبعة الخطيرة نحثك على أن تأتي إلى يسوع في هذه اللحظة وتقبله بالإيمان،فتخلص إلى الأبد…..لا تؤجل، لا تناقش، لا تجادل، بل تعال الآن، كما أنت بجميع خطاياك وبكل ما أنت عليه من تعب وضياع وفشل ويأس، فتجد في شخص المسيح الفادي الراحة الحقيقية. تعال بعدما صرفت جزءاً من حياتك عبثاً. تعال بما أنت عليه من استهتار بالنِعم وإضاعةٍ للفرص. تعال إلى يسوع الذي يلاقيك منفتح الذراعين وقلبه يفيض بالمحبة لك معلناً غفران الخطايا لمن يقبل إليه. تعال إليه، فهو ينتظر عودتك من البعد عنه، انظر بالإيمان إلى جروحه التي تثبت حقيقة موته لأجلك على الصليب وتبرهن عُظم محبته نحوك. قد تكون حاولت نيل الخلاص، وذلك بتحسين حالتك والقيام بأعمال تقويّة، ففشلت مراراً كثيرة حتى يئست… هذا طبيعي وأكيد، فأنت وأنا وكل إنسان لابد أن نفشل عندما نحاول الخلاص بمجهوداتنا الشخصية، أو بأي عمل حسن نقوم به. لكن في اللحظة التي تضع ثقتك في المسيح وتنظر إليه بالإيمان كمن قدم نفسه فدية عنك على الصليب، فإنك تخلص في الحال: ( التفتوا إليّ واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض). ليت الروح القدس يصل بهذه الكلمات البسيطة القليلة إلى قلبك الآن، ولا يعطيك راحة حتى تتصالح مع الله فتنال الخلاص الأبدي، وبعد ذلك تدرك يقيناً إلى أين أنت ذاهب!!… إلى المجد الأبدي.
أبو اسحاق