Abo Isaac
الملىء بالروح القدس
ورد الملىء بالروح القدس 15 مرة فى الكتاب المقدس، والملىء بالروح القدس امتياز لا يتمتع به كل المؤمنين، فكل المؤمنين ممتلكون الروح القدس ولكن ليس كل المؤمنين ممتلئون من الروح القدس.
فى (لوقا 1:4) نقرأ عن الرب يسوع ” أما يسوع فرجع من الأردن ممتلئاً من الروح القدس” ، وكان هذا طابع المسيح فى كل حياته، فعندما وبّخ المدن كان ممتلئاً من الروح القدس، وعندما بكى على أورشليم كان أيضاً ممتلئاً من الروح القدس، وعندما كان يعظ أو يعمل المعجزات، كان ممتلئاً بالروح القدس.
وهذا هو الوضع المفروض أن يكون فيه المؤمن الحقيقى، ولذلك يقول الرسول بولس فى أفسس18:5 “ولا تسكروا بالخمر الذى فيه الخلاعة بل امتلئوا بالروح (أى كونوا مملوئين)”
- نقرأ عن الروح القدس 4 مرات فى انجيل لوقا
- ونقرأ عنه 10 مرات فى سفر أعمال الرسل
- ومرة واحدة عن هذا الملء فى أفسس 18:5
والملء بالروح ليس معناه أن نأخذ كمّ أكبر منه فالروح القدس أقنوم إلهى “لأنه ليس بكيل يُعطى الله الروح” (يوحنا 34:3). وإنما معنى الامتلاء بالروح القدس هو أن أفرغ أنا من أى مشغولية أخرى غير الانشغال بالرب.
وقد امتلأ بعض من قديسى العهد القديم بالروح القدس ولو أن لم يتمتع أى منهم بسكنى الروح القدس.
بينما اليوم يسكن الروح القدس فى كل المؤمنين ولكن ليس كلهم ممتلئين من الروح القدس وباستمرار، فالذى يكون ممتلئاً بالروح عرضة بعد ذلك لأن يكون غير ممتلئاً منه ولذلك فنحن نحتاج أن تكون حالتنا الدائمة مملوئين بالروح والمشغولية بالمسيح تقود إلى ملء الروح القدس.
نتائج الملء بالروح القدس:
وهى مذكورة فى أفسس 5 ، فبعدما قال لنا الرسول “امتلئوا بالروح” ،، ذكر لنا 3 أشياء كنتائج للملء بالروح.
“مُكلمين بعضكم بعضاً بمزامير وتسابيح وأغانى روحية”
1- الترنيم: فالفرح ينشئ الترنيم فى حياة المؤمن “أمسرور أحد فليرتل” يع 13:5
2- الشكر: وهذا ليس معناه أن أشكر على الظروف الحلوة، فأى إنسان يستطيع أن يفعل ذلك، لكن أشكر فى كل حين مهما كانت ظروفى وأحوالى،”أشكر إلهى كل حين….” فيلمون 4:1 ،،فهذا معناه إنى ممتلئ بالروح القدس.
3- الخضوع فى خوف الله : أن يكون هناك طابع الخضوع بين القديسين والذى يخيم على هذا الخضوع هو خوف الله “خاضعين بعضكم لبعض فى خوف الله” (أفسس 21:5)،، هذا معناه أن الشخص الخاضع ممتلئ من الروح القدس.
هناك نوعان من الملء بالروح القدس:
1- ملء هو حالة مستمرة:
فعندما أكون سائراً أو عندما أكون فى بيتى مع زوجتى وأولادى، تكون حالتى وطابعى هو الملء بالروح القدس وهذا مسئولية على المؤمن “امتلئوا بالروح” أفسس 18:5
2- ملء لموقف معين:
هناك ملء بالروح يأتى فى حالات معينة، عندما نُواجه بمقاومة شيطانية،عندما أحتاج أن أشهد للمسيح، أحتاج فى هذه اللحظة بالذات إلى ملء الروح القدس.
نرى هذه الصورة فى أعمال الرسل 4 عندما حُوكم بطرس أمام رؤساء الكهنة “حينئذ امتلأ بطرس من الروح القدس” أع 8:4 ، وتكلم بكل قوة أمام رؤساء الكهنة ومن ضمن ما قال “هذا هو الحجر الذى احتقرتموه أيها البنّاؤون الذى صار رأس الزاوية وليس بأحد غيره الخلاص”
فمن أين استمد بطرس تلك الشجاعة وهو الذى قبل ذلك بوقت ليس بكثير جَبُنَ وخاف أمام جارية؟
الإجابة: لقد امتلأ بطرس من الروح القدس.
ونفس الأمر نجده مع الرسول بولس فى أع 9:13 عندما قاوم عليم الساحر الذى أراد أن يفسد الوالى عن الإيمان، قاومه إذ امتلأ بولس من الروح القدس.
ونفس الفكرة أيضاً مع استفانوس فى أع 8:6 حيث امتلأ من الروح القدس وقاوم مجمع السنهدريم.
تلك حالات فيها نُملأ من الروح القدس لكى نؤدى رسالة معينة.
فما أبرك وما أمجد الملأ بالروح القدس، فى العهد القديم نقرأ ” فتصير كجنة ريا، وكنبع مياه لا تنقطع مياهه” (إش 11:58) ، وفى العهد الجديد قال المسيح “إن عطش أحد فليقبل إلىّ ويشرب، من آمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى” (يوحنا 7 :37و38).
تلك الآيتين يكلمونا عن شخص ممتلئ بالروح، هو منتعش وهو أيضاً واسطة ووسيلة إنعاش للآخرين.